حذّرت الدكتورة رانيا صبري، أستاذ صحة الأطفال بالمركز القومي للبحوث، من تزايد معدلات الإصابة بمشكلات القولون العصبي بين الأطفال والطلاب خلال موسم الامتحانات، نتيجة التوتر النفسي والضغط العصبي المصاحبين لتلك الفترة الحساسة.
وخلال استضافتها في برنامج “أنا وهو وهي”، المذاع على قناة صدى البلد، أوضحت صبري أن أعراض القولون العصبي قد تظهر لدى الأطفال في سن مبكرة تصل إلى ست سنوات، نتيجة الضغوط اليومية المتزايدة، مشيرة إلى أن الأعراض تشمل تقلصات شديدة في المعدة، وانتفاخًا، بالإضافة إلى نوبات متكررة من الإسهال أو الإمساك.
وأكدت أن المذاكرة المستمرة دون الحصول على فترات راحة كافية، والعادات الغذائية غير الصحية، مثل الإكثار من الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، تسهم في تفاقم الحالة وتؤثر سلبًا على تركيز الطفل أثناء الدراسة.
وقدّمت الدكتورة رانيا عددًا من النصائح للأمهات لمساعدة أطفالهن خلال فترة الامتحانات، أبرزها الاهتمام بالتغذية السليمة، خاصة الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 كالمكسرات والأسماك الزيتية، وتناول البروتين والبيض، مع تقليل السكريات والاعتماد على الفواكه والعصائر الطبيعية. كما شددت على أهمية تنظيم مواعيد النوم، وتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة الخفيفة يوميًا، وتقليل وقت التعرض للشاشات الإلكترونية (سكرين تايم)، بالإضافة إلى فتح مساحة للطفل للتعبير عن مشاعره وتفريغ الضغوط النفسية.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن اتباع نمط حياة صحي وإدارة التوتر يمكن أن يساعدا الطفل على تجاوز هذه المرحلة دون الحاجة إلى أدوية، والحد من أعراض القولون العصبي بشكل كبير.
تتزامن فترات الامتحانات في مصر مع ارتفاع معدلات التوتر بين الطلاب بمختلف أعمارهم، وهو ما يؤدي إلى ظهور عدد من المشكلات الصحية والنفسية، من أبرزها مشكلات الجهاز الهضمي، وعلى رأسها متلازمة القولون العصبي.
وتُعد هذه الظاهرة انعكاسًا مباشرًا للضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الطفل داخل الأسرة والمدرسة، بالإضافة إلى العادات اليومية غير الصحية.
ويزداد الاهتمام من قبل المتخصصين في طب الأطفال والصحة النفسية بأهمية الوقاية من هذه المشكلات من خلال التوعية، والدعوة إلى اعتماد أنماط حياة متوازنة تشمل التغذية الصحية، والنوم الجيد، والنشاط البدني، والدعم النفسي، وهي عناصر تعتبر أساسية ليس فقط لتحسين أداء الطفل في الامتحانات، بل لصحة الطفل النفسية والبدنية بشكل عام.