أطلق الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة (EPSF) حملة ملهمة تحت شعار قوي ومؤثر: “أنا متبرع مصري.. أنا متبرع دائم”. ليست هذه الحملة مجرد دعوة للتبرع بالدم، بل هي رسالة إنسانية تهدف إلى نشر ثقافة العطاء المستدام وزيادة الوعي بأهمية التبرع بالدم كجزء من الحياة اليومية لكل فرد، لضمان استمرار الحياة للآخرين.
يُعد التبرع بالدم من أبرز الأعمال الإنسانية التي تؤثر بشكل عميق؛ فهو لا يقتصر على إنقاذ حياة واحدة فقط، بل قد يسهم في إنقاذ ثلاث أرواح في نفس اللحظة. من خلال تبرعك بجزء بسيط من وقتك ودمك، تمنح الأمل لعائلة تنتظر شفاء أحد أفرادها، وللمريض الذي يبحث عن فرصة جديدة للحياة، وللمجتمع الذي يطمح إلى الاكتفاء الذاتي من أكياس الدم.
جاءت الحملة دعمًا لرؤية وزارة الصحة في تحقيق أهداف رؤية مصر 2030، التي تهدف إلى رفع نسبة المتبرعين بالدم من 1% إلى 3% من إجمالي السكان المؤهلين للتبرع. ولن يتحقق هذا الهدف الطموح إلا من خلال نشر الوعي وخلق ثقافة جديدة تجعل التبرع عادة مستدامة بين المصريين، وليس مجرد عمل تطوعي في أوقات الحاجة. وبالفعل، نجح الفريق في جمع 5285 كيس دم وتوعية 205,523 شخصًا.
إن عملية التبرع بالدم لا تعود بالنفع على المستفيدين فقط، بل هي أيضًا تجربة إيجابية للمتبرع نفسه. فهي تُنشط الدورة الدموية، تجدد خلايا الدم، وتساهم في تحسين صحة القلب. كما أن الشعور بالرضا الداخلي الذي يشعر به المتبرع بعد علمه أنه ساهم في إنقاذ حياة إنسان لا يُقدر بثمن.
خلال الحملة، سعى فريق EPSF للتواصل مع مختلف فئات المجتمع عبر أنشطة توعوية مبتكرة وجذابة. استخدموا أساليب متنوعة، مثل ورش العمل والمحاضرات، بالإضافة إلى القصص الواقعية التي أثرت في قلوب الجميع.
لم تكن النتائج أقل من رائعة؛ فقد نجحت الحملة في الوصول إلى عدد كبير من الأفراد، حيث تم توعية عدد كبير من الأشخاص، وتم جمع العديد من أكياس الدم خلال فترة الحملة. هذه الإنجازات تعكس تفاعل المجتمع واستجابته الإيجابية لرسالة الحملة، مما يؤكد أن الخير موجود دائمًا، ويحتاج فقط إلى من يوجهه في الاتجاه الصحيح.
“أنا متبرع مصري.. أنا متبرع دائم” ليست مجرد كلمات، بل هي دعوة للتكاتف والعطاء المستمر، ولإحداث تغيير إيجابي في حياة الآخرين. إنها فرصة لتكون جزءًا من قصة إنسانية، حيث أبطالها أفراد قرروا ترك أثر لا يُنسى.