تشهد مدينة تل أبيب في إسرائيل تظاهرات حاشدة للأسبوع العشرين على التوالي، حيث يعبر الإسرائيليون الغاضبون عن استيائهم من خطة الإصلاح القضائي التي أعلنتها حكومة بنيامين نتانياهو، وقد أصبحت هذه التظاهرات رمزًا لمعارضة المجتمع لسياسات الحكومة وقضايا الفساد المرتبطة بها، ومع ذلك، لا تزال حكومة نتانياهو تحاول تمرير هذه الخطة، بينما يتحد المتظاهرون للدفاع عن الديمقراطية ومطالبة بالإصلاح.
منذ بداية عام 2022، تنظم تظاهرات أسبوعية في إسرائيل للاحتجاج على خطة الإصلاح القضائي وللمطالبة برحيل نتانياهو وحكومته، وقد شهدت هذه التظاهرات مشاركة واسعة من قبل الإسرائيليين من جميع شرائح المجتمع. وتعبيرًا عن غضبهم واستيائهم، يحمل المتظاهرون لافتات تنتقد سياسات نتانياهو وتصفه بأنه “عدو الديمقراطية” و”وزير الجريمة”، تحاول هذه التظاهرات إلقاء الضوء على الفساد الحاكم والحاجة الملحة لإصلاح النظام القضائي.
في محاولة للتهدئة وتلبية المطالب، أعلن نتانياهو في مارس من العام الماضي تعليق الخطة وإعطاء فرصة للحوار. ومع ذلك، لا يزال الاحتجاج مستمرًا وقويًا، مما يعكس الاستياء العميق والاعتراض الشديد على سياسات الحكومة، يؤكد المتظاهرون أنه من الضروري أن تكون هناك تغييرات جذرية في النظام القضائي ومكافحة الفساد، وذلك من أجل الحفاظ على المبادئ الأساسية للديمقراطية الإسرائيلية.
تعبّر التظاهرات الجارية عن تضامن شعبي وتوحد مختلف فئات المجتمع الإسرائيلي، الذين بقوا صامتين لفترة طويلة خلال السنوات الماضية، واليوم، يهتف المتظاهرون ويسعون للتماسك والتعبير عن رفضهم للسياسات الحالية. في كلمته لوكالة فرانس برس، قال المتظاهر عاموس تاناي، البالغ من العمر 52 عامًا: “نحن نقف متحدين للدفاع عن الديمقراطية الإسرائيلية”، وأضاف: “نحن نسعى لأن نكون أقوياء ونصوت بصوت واحد ضد الفساد ولصالح الشعب الإسرائيلي”.
لم تقدم الشرطة أرقامًا رسمية حول عدد المتظاهرين في هذه التظاهرات. وفي الأسبوع الماضي، تراجعت حجم التجمعات احترامًا للتوترات الناجمة عن القصف الجوي الذي استهدف قادة حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، والتي ردت بإطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية الواقعة شمال حدود قطاع غزة.
نتج عن القصف الجوي الإسرائيلي مقتل 33 فلسطينيًا، فيما قُتل إسرائيليان، وانتهت التصعيدات بتوصل الأطراف المتصارعة إلى هدنة يوم السبت الماضي، بعد خمسة أيام من القصف الجوي وإطلاق الصواريخ.
تسعى حكومة بنيامين نتانياهو في إسرائيل إلى إحداث تغيير جذري في النظام القضائي، وتعد هذه المحاولة جزءًا من أجندة تطرفية تميل لتحقيق توازن أكبر في السلطات. وتتمثل هذه الجهود في تعزيز صلاحيات البرلمان وتقليل سلطة المحكمة العليا، التي يعتبرها بعض النقاد مسيّسة وتتدخل في العمل السياسي.