على الرغم من إقرار مبدأ المساواة في الأجور عند العمل المتساوي في الاتحاد الأوروبي منذ عام 1957، إلا أن فجوة الأجور بين الجنسين تظل قائمة بشكل عنيد، حيث يكسب النساء في هذا القطاع في المتوسط 12.7% أقل من الرجال، وفقًا لتقرير صادر عن منصة التعويضات Ravio، تصل الفجوة الأوروبية إلى 26%، مع اختلافات بين البلدان، حيث تبلغ 18% في فرنسا، و23% في هولندا، و25% في ألمانيا، و29% في المملكة المتحدة.
من الجانب الإيجابي، يتقلص التفاوت في الأجور في المستويات العليا، حيث تتنافس النساء على فرص أكثر تكافؤًا في المناصب القيادية، وتصل الفجوة في الأجور بين الجنسين إلى 0% على المستوى التنفيذي، تليها 17% على مستوى المدير، وبنسبة 22% على المستويات الأدنى.
ولا يوجد فرق إحصائي كبير (حوالي 1%) بين الجنسين فيما يتعلق بالترقيات والزيادات في الرواتب المرتبطة بالترقية، ومع ذلك، يظهر أن نسبة العاملات تقل مع ارتفاع المستوى الوظيفي، حيث يشكل النساء 19% فقط من المديرين التنفيذيين و35% من المديرين.
تشير البيانات أيضًا إلى نقص في تمثيل النساء بشكل عام في قطاع التكنولوجيا، حيث يمثلن 40% فقط من إجمالي عدد الموظفين، ويشير التقرير إلى أن فجوة الأجور تعود بشكل رئيسي إلى عمليات التوظيف، وليس التحيز الداخلي، مع التأكيد على ضرورة معالجة هذا التحدي.
تهدف قواعد الاتحاد الأوروبي الجديدة إلى معالجة فجوة الأجور بين الجنسين، حيث يتوجب على الشركات اتخاذ إجراءات إذا زادت الفجوة عن 5%، مع فرض غرامات وعقوبات للمخالفين، ورغم ذلك، يظهر التقرير أن الغالبية لا تشعر بالقلق إزاء هذا التوجيه، معتبرين أن القوانين المستقبلية ليست أولوية بالنسبة لهم.