أثار فوز النادي الأهلي في مباراته ضد نادي طلائع الجيش وتألق اللاعب محمد مجدي أفشة جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، ولكن هذا الجدل ليس بسبب أدائه الرائع وحسمه للمباراة بتسجيله هدفين، بل بسبب احتفاله الذي أثار جدلاً يشبه التحية النازية وفقاً لآراء المتابعين.
صاحبت إحراز محمد مجدي أفشة لهدفه الرائع في مرمى نادي طلائع الجيش بلقطة احتفالية استفزت بعض المشجعين. فقد قارن بعض المتابعين هذه الاحتفالية بالتحية النازية، وهو ما أثار الجدل والانتقادات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل، تعتبر الاحتفالية ذات الذراع المرفوعة إشارة غير لائقة تجاه تاريخ مؤلم من العنصرية والتمييز.
ليس هذا هو المرة الأولى التي يشهد فيها العالم الرياضي إثارة الجدل بسبب احتفالية تشبه التحية النازية. في عام 2013، تعرض لاعب يوناني يدعى “چيورچيوس كاتيديس” لنفس الجدل بعد قيامه بإشارة مشابهة أثناء مباراة في الدوري اليوناني. وكانت الفيفا قد قررت حينها إيقاف اللاعب مدى الحياة نتيجة لهذا السلوك المسيء.
في الواقع، لم يتم توقيع عقوبة على اللاعب اليوناني “چيورچيوس كاتيديس” من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تعود الحادثة إلى عام 2013 عندما كان “چيورچيوس كاتيديس” يلعب لصالح فريق “أيك أثينا”، خلال مباراة في 16 مارس 2013 ضد فريق فيريا، بعد تسجيله هدفًا، قام بإلقاء التحية النازية تجاه الجمهور. تعرض تصرفه آنذاك للإدانة من قِبَل السياسيين والمشجعين ووسائل الإعلام.
استخدم “كاتيديس” التحية النازية أثناء احتفاله بالهدف الفائز بنتيجة 2-1 لصالح “أيك أثينا”، قبل ست دقائق من نهاية المباراة، بعد ذلك، أعلن “چيورچيوس كاتيديس” (وقتها يبلغ من العمر 21 عامًا) أنه لم يكن يدرك دلالات الإشارة، وأكد مدربه أنه لم يكن لديه أي فهم للأمور السياسية.
ومع ذلك، قرر الاتحاد اليوناني لكرة القدم – وليس فيفا – منح كاتيديس الإيقاف مدى الحياة من المنتخبات الوطنية اليونانية، بالإضافة إلى فرض غرامة عليه. وتم إيقافه أيضًا من قِبَل “أيك أثينا” حتى نهاية الموسم.
وأدان الاتحاد اليوناني لكرة القدم هذا التصرف، معتبرًا إياه “انتهاكًا كبيرًا لضحايا الجرائم المروعة التي ارتكبها النازيون، والتي تتعارض مع الطبيعة السلمية والإنسانية لكرة القدم”.
لا يزال اللاعب “چيورچيوس كاتيديس” يواصل مسيرته في عالم كرة القدم، على الرغم من انتهاء فترة انتقاله إلى أندية ذات مستوى متواضع في اليونان وإيطاليا وفنلندا والتشيك، هذه المعلومات مأخوذة من موقع ترانسفير ماركت، المتخصص في إحصاءات الرياضة.
وبالرغم من وقوع تلك الحادثة، فإن “كاتيديس” لا يزال في ذروة قدراته الكروية، حيث ولد في عام 1993، مما يعني أنه يبلغ من العمر 30 عامًا، يلعب في مركز الوسط وقد اعتُبر اللاعب واعدًا قبل ذلك الحادث، حيث كان يشغل منصب قائد منتخب اليونان تحت 19 عامًا.
بعد تلك الحادثة، انتقل اللاعب اليوناني إلى فريق “نوڤارا – Novara” الإيطالي في صيف عام 2013، لكنه لم يبقى فيه إلا لموسم واحد فقط قبل العودة إلى اليونان، ولكن هذه المرة مع فريق “فيريا – PAE Veria” اليوناني، الذي ساهم في إنهاء مسيرته الدولية.
يذكر أن التحية النازية، المعروفة أيضًا باسم تحية هتلر، تمثل رمزًا للعهد النازي في أوروبا، يتم تنفيذ التحية عن طريق رفع الذراع اليمنى مستقيمًا من الكتف إلى الأعلى، كما تبناها الحزب النازي رسميًا في عام 1926، وكانت تستخدم للتعبير عن الطاعة لزعيم الحزب، أدولف هتلر، وتمجيد الأمة الألمانية.