حققت السينما العربية انتصارًا باهرًا في مهرجان كان السينمائي، في دورته الـ76 التي أقيمت من 17 إلى 27 مايو 2023، حيث توجت بثلاث جوائز مهمة في مسابقة “نظرة ما”، وقد انتشر صيت هذه الأفلام العربية المبدعة في أروقة المهرجان وجذبت أنظار الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم على حد سواء.
حاز الفيلم المغربي “عصابات”، من إخراج المبدع كمال لزرق، على جائزة لجنة التحكيم المرموقة، ويروي الفيلم قصة مشوقة ومؤثرة عن والد وابنه يحاولان التخلص من جثة، مسلطًا الضوء على حكاية عدد من المجرمين، حظي هذا الفيلم بإشادة واسعة من قبل أعضاء لجنة التحكيم الذين أكدوا أنه “يفتح عيوننا على حقائق نعيشها كل يوم”.
وتحت رئاسة النجم الأميركي جون سي رايلي، قامت لجنة التحكيم بتكريم السينما العربية مرة أخرى من خلال منح جائزة باسم “جائزة الحرية” للفيلم السوداني المميز “وداعا جوليا” للمخرج محمد كرودفاني، ويتناول الفيلم قصة مؤثرة عن امرأة سودانية تكافح للتصالح مع ذكريات الماضي والحرية الشخصية في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها بلادها، وحاز هذا الفيلم على إعجاب الجمهور والنقاد بقدرته على تصوير العواطف الإنسانية العميقة والمشاكل الاجتماعية بشكل مؤثر ومميز.
و قامت لجنة التحكيم برئاسة النجم الأميركي جون سي رايلي بتكريم السينما العربية من خلال منح جائزة الحرية باسمها للفيلم السوداني المميز “وداعا جوليا” للمخرج السوداني محمد كرودفاني، يحكي هذا الفيلم قصة مؤثرة عن امرأة سودانية تكافح للتصالح مع ماضيها وتحقيق الحرية الشخصية في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها بلادها، وقد صرّح رئيس لجنة التحكيم بأن هذه الجائزة تعد تحية للمقاومة ضد العنصرية والسلطة ودعوة لنطق الحقيقة، معتبرًا الفيلم السوداني بمثابة “الفيلم البراق والممتع”.
وعبّر محمد كرودفاني عن سعادته البالغة بفوز السودان للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي، قائلًا: “أنا فخور لأنني سوداني، وأرفع التحية للشعب السوداني”.
وتألقت المخرجة المغربية أسماء المدير وحصلت على جائزة الإخراج عن فيلمها الروائي “كذب أبيض”، وقدّم هذا الفيلم رؤية متميزة وفنية رائعة في تقديم قصة مشوقة تناقش قضايا المجتمع وتتناولها بشكل مميز وجذاب
أحد الأفلام التي حازت على اهتمام لجنة التحكيم هو “وداعا جوليا”، الذي قدّمته المخرجة ببراعة ومهارة كبيرة. تناولت المخرجة في الفيلم انتفاضة الخبز في عام 1981 التي شهدت سفك الكثير من الدماء، وألقت الضوء على هذا الحدث التاريخي بشكل مؤثر وملموس، وأكدت المخرجة أن هذا العمل استغرق منها عشر سنوات من العمل الشاق ولم يكن ليتحقق بدون دعم والديها. هذا الفيلم يعكس قدرة السينما العربية على تناول المواضيع الحساسة والتاريخية بشكل مؤثر ومميز.
وقد تمت دعوة الأفلام العربية للمشاركة في المسابقة الرسمية لفئة “نظرة ما”، حيث شهدت المسابقة مشاركة 22 فيلمًا روائيًا طويلًا من جميع أنحاء العالم، هذا يعكس التفاعل الكبير والاهتمام المتزايد بالأفلام العربية على الصعيد العالمي، ويبرهن على جودة وقيمة الأعمال السينمائية المنتجة في المنطقة.
وبالنسبة لجائزة “الكاميرا الذهبية”، فما زال لكل من محمد كرودفاني عن فيلمه “وداعا جوليا” وكمال لزرق عن فيلمه “عصابات” حظوظهما مفتوحة للفوز بهذه الجائزة المرموقة، إذ تمنح هذه الجائزة سنويًا لأحد المخرجين الذي يشارك في مهرجان كان بفيلم روائي يكون هو العمل الأول في مسيرته السينمائية.
وفي إطار الجوائز الأخرى، حصل المخرج بالوحي من جمهورية الكونغو على جائزة “الصوت الواعد” عن فيلمه “أوغورا”، وقد تمنت لجنة التحكيم هذه الجائزة لتكريم الأصوات الجديدة والمبتكرة في صناعة السينما، أما جواو سالافيزا ورينيه مسورة، مخرجا فيلم “زهرة بوريني” البرازيلي، فقد حصلا على جائزة العمل المتكامل، وذلك تقديرًا للجهود المبذولة في إنتاج هذا العمل الفني الشامل.
وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم قصير يتذكر ضحايا الحرب، وهذه المبادرة تأتي ضمن التقاليد الجديدة التي تم اعتمادها في إدارة المهرجان لتسليط الضوء على القضايا الإنسانية وإحياء الذكرى للأحداث التاريخية الهامة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المسابقة، “نظرة ما”، قد شهدت لأول مرة في تاريخها منح 6 جوائز متنوعة للأفلام المشاركة، وهذا يعكس التطور والتنوع الذي شهده المهرجان منذ تأسيسه في عام 1978.
وضمت لجنة التحكيم نخبة من الشخصيات السينمائية البارزة، بما في ذلك النجم الأميركي جون سي رايلي، والمخرجة والكاتبة الفرنسية أليس وينوكور، والممثلة الألمانية باولا بري، والمخرج والمنتج الفرنسي الكمبودي ديفي تشو، والممثلة البلجيكية إيميلي ديكين، بفضل هذا التشكيل المتميز، تم ضمان تقييم عادل ومهني للأفلام المشاركة واختيار الأعمال الأكثر استحقاقًا للجوائز المرموقة.