في ذكرى وفاة النجمة الراحلة رجاء الجداوي، نحيي تاريخًا فنيًا مشرقًا وإرثًا لا يُنسى، فقد وُلدت رجاء الجداوي في مدينة الإسماعيلية، ولقبت بملكة الأناقة بجمالها وذوقها الرفيع.
بعد فوزها بلقب ملكة جمال القطن المصري في عام 1958، تألقت رجاء الجداوي كعارضة أزياء ولكنها لم تكتفِ بذلك، فقد اكتشفت موهبتها في الفن وأحبته بشغف. بدأت رحلتها الفنية في عام 1958 من خلال فيلم “غريبة”، ومن هناك انطلقت نجوميتها وتألقها في عدة أعمال سينمائية وتليفزيونية ومسرحية على مدار مسيرتها الفنية التي استمرت لمدة 62 عامًا من الإبداع، حيث قدمت أكثر من 300 عمل.
رجاء الجداوي شاركت مع العديد من النجوم في أفلام عديدة، ومن بينها أفلام بارزة مثل “إشاعة حب، عصابة حمادة وتوتو، حدوتة مصرية، البيه البواب، حنفي الأبهة، السلم والثعبان، تيمور وشفيقة، بوبوس، بنات العم، تؤام روحي”. كما قدمت أعمالًا للتلفزيون مثل “أحلام الفتى الطائر، هند والدكتور نعمان، بلاغ للنائب العام، العائلة، اللص الذي أحبه، الرجل الآخر، عائلة الحاج متولي، حكايات زوج معاصر، مبروك جالك قلق، جراند أوتيل، عوالم خفية، طلعت روحي”. لقد شاركت أيضًا في العديد من المسرحيات مع الزعيم عادل إمام، وحظيت بشعبية واسعة وجماهيرية كبيرة، منها “الواد سيد الشغال، الزعيم”.
رغم موهبتها وجمالها، واجهت رجاء الجداوي بعض التحديات خلال مسيرتها الفنية. كان لكنة اللغة الفرنسية تُشكِّل تحديًا لها في أداء الأدوار الأرستقراطية، ولكن كانت قدرتها على السفر المستمر بسبب عروض الأزياء تتعارض مع عملها في التمثيل، مما أدى إلى تأخر شهرتها كفنانة.
في 22 نوفمبر 1970، تزوجت رجاء الجداوي من حارس مرمى النادي الإسماعيلي ومنتخب مصر السابق “حسن مختار”، وأنجبت منه ابنتها أميرة. تميزت حياتها الأسرية بالاستقرار والهدوء، وعاشت سعيدة إلى جانب عائلتها.
لكن في 5 يوليو 2020، رحلت الفنانة الكبيرة عن عالمنا بعد صراعها مع فيروس كورونا، حيث قضت أكثر من 40 يومًا في المستشفى.