أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة اليونانية أثينا، تعكس حرص الدولة المصرية على ترسيخ علاقاتها مع شركائها الاستراتيجيين في منطقة شرق البحر المتوسط، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تمثل امتدادا للعلاقات العريقة التي تربط مصر باليونان، والتي تمتد جذورها إلى ما قبل الميلاد، وتؤكد على ثوابت السياسة الخارجية المصرية القائمة على الانفتاح والتعاون البناء.
وأوضح “محسب”، أنه من المقرر أن يترأس الرئيس السيسي الجانب المصري في الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى مع الجانب اليوناني، الأمر الذي يعكس تطورا نوعيا في العلاقات الثنائية، ويؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة القائمة على المصالح المتبادلة والتكامل الاقتصادي، خاصة في مجالات الطاقة والتبادل التجاري والاستثمار.
وأشار وكيل لجنة الشئون العربية، إلى أن توقيع الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليونان، إلى جانب عدد من مذكرات التفاهم، يؤكد وجود إرادة سياسية قوية لدى قيادتي البلدين لتعميق أواصر التعاون، لا سيما في ظل التقارب الكبير في الرؤى إزاء العديد من الملفات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها أمن شرق المتوسط، القضية الفلسطينية، والأوضاع في ليبيا.
وأضاف “محسب”، أن الزيارة تحمل دلالات قوية بشأن مكانة مصر في المنطقة، وقدرتها على بناء تحالفات استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والتكامل الاقتصادي، لافتا إلى أن التعاون في مجال الطاقة، سواء من خلال الربط الكهربائي أو الشراكة في منتدى غاز شرق المتوسط، يُعد ركيزة مهمة في تعزيز أمن الطاقة الإقليمي، وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية.
ونوّه النائب أيمن محسب ، إلى أن مصر واليونان تجمعهما أيضا مصالح مشتركة في ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية، وهو ما تُرجم عمليا من خلال الاتفاق الموقع بين البلدين لاستقدام العمالة المصرية الموسمية، مما يعكس الثقة المتبادلة والرغبة في إيجاد حلول فعالة للتحديات الإقليمية، مشددا على أن هذه الزيارة تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الثنائي، وإشارة واضحة إلى استمرار السياسة المصرية في توسيع شبكة علاقاتها الدولية، على أسس متوازنة تُراعي المصالح الوطنية وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة.