أعلنت السلطات المغربية، وعلى رأسها سلطات إقليم ميدلت، عن حملة إقليمية صارمة تقضي بمنع ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى هذا العام، وذلك في إطار الالتزام بالتوجيهات الملكية الرامية إلى الحفاظ على القطيع الوطني ومواجهة التداعيات الحادة للجفاف الذي تشهده البلاد.
ويأتي هذا القرار غير المسبوق استجابة لتراجع أعداد الماشية في البلاد بسبب الجفاف المتفاقم، حيث أوضح الملك محمد السادس أن إلغاء شعيرة الذبح لهذه السنة هدفه حماية الثروة الحيوانية الوطنية وترشيد الموارد الطبيعية، خصوصاً في ظل ظروف مناخية صعبة تهدد الأمن الغذائي.
ووفق ما نقلته صحيفة “هسبريس” عن مصادر محلية، فإن الإجراءات شملت حظرًا تامًا لبيع المواشي في الأسواق العامة والفضاءات غير المنظمة، المعروفة باسم “الشناقة”، بالإضافة إلى منع جميع المظاهر التقليدية المرتبطة بعيد الأضحى مثل شحذ السكاكين في الأماكن العامة وبيع الفحم المخصص للشواء.
وأكدت المصادر ذاتها أن فرقًا أمنية ورقابية تم نشرها في مختلف المناطق لمراقبة تنفيذ القرار، مع منح السلطات المحلية صلاحيات قانونية واسعة تشمل المصادرة وفرض غرامات مالية على المخالفين. وتهدف هذه الإجراءات إلى تقليص مظاهر الاحتفال غير الضرورية، وضمان توفير اللحوم الحمراء والبيضاء في الأسواق بأسعار مستقرة.
هذه الخطوة غير الاعتيادية تعكس مدى تأثير التغيرات المناخية على الممارسات المجتمعية والدينية، وتضع المغرب في مقدمة الدول التي اتخذت قرارات حاسمة لحماية مواردها الحيوية.