تشهد الكويت اليوم انتخابات مجلس الأمة، حيث يتوجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع في ظل الخلافات المستمرة بين قادتهم، تعد هذه الانتخابات السابعة التي تجرى في البلاد منذ عام 2012، وتأتي في ظل الأزمات السياسية المتكررة التي تعصف بالدولة الخليجية الغنية بالنفط.
منذ عام 2012، يتمتع الكويت بحياة سياسية نشطة وبرلمان يتمتع بسلطات تشريعية واسعة، مما يجعلها تختلف عن دول المنطقة الأخرى، يشارك الناخبون اليوم في اختيار 50 نائبًا لمدة ولاية تبلغ أربع سنوات، ويشهد البرلمان الكويتي مناقشات حادة في كثير من الأحيان، بالرغم من الخلافات المستمرة بين قادتهم.
تستقبل مراكز الاقتراع الكويتية الناخبين اليوم في 118 مركزًا، حيث ستفتح أبوابها في الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي وتغلق في الساعة الثامنة مساءً، وتتوقع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الإعلان عن النتائج صباح اليوم التالي.
يتنافس اليوم 207 مرشحين، بينهم 13 امرأة، وهو أقل عدد من المرشحين في انتخابات تشريعية في الكويت منذ عام 1996، عبّرت هديل بوقريص، المدافعة عن حقوق الإنسان، عن إحباطها الشخصي، ولكنها أكدت على أهمية المشاركة في الانتخابات وممارسة الحقوق المدنية.
تشهد الكويت منذ سنوات أزمات سياسية متكررة، وعادة ما تكون مرتبطة بالحكومة وأفراد الأسرة الحاكمة، على الرغم من أن أسرة آل الصباح تسيطر على مقاليد الحكم وتتولى الحقائب السيادية، إلا أن النواب لا يترددون في مساءلة الوزراء المرتبطين بالعائلة المالكة بشأن قضايا الفساد وسوء إدارة الأموال العامة.
تشارك المعارضة في الانتخابات اليوم للمرة الثانية منذ استئنافها للمشاركة في العملية السياسية بعد مقاطعتها للانتخابات التشريعية في عام 2022، تعبر المعارضة عن آمالها في أن يتبنى البرلمان الجديد قضايا حقوقية ويسعى للمصالحة والتغيير الإيجابي في البلاد.
مشاركة المواطنين في الانتخابات هي محل قلق، حيث تم نشر لافتات كبيرة في شوارع العاصمة تدعو المواطنين إلى التصويت بكثافة، تأتي هذه الانتخابات في ظل توترات بين السلطة التنفيذية والتشريعية، وتعتبر الانتخابات الثانية خلال عامين بعد حل البرلمان السابق بسبب الخلافات.
أكد إبراهيم شهاب، مواطن كويتي، أنه سيشارك في العملية الانتخابية، مشيرًا إلى أهمية ممارسة حقه وواجبه في الاقتراع، وتمنى أن يحذو الآخرون حذوه لحماية الديمقراطية.
في أبريل الماضي، تشكلت حكومة جديدة، وهي السابعة خلال ثلاث سنوات، بعد استقالة الحكومة السابقة نتيجة أزمة سياسية مع البرلمان، ولكن بعد فترة قصيرة، قرر أمير الكويت حل البرلمان ودعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة بعد إبطال النتائج السابقة التي فازت بها المعارضة بقرار من السلطات القضائية.
ويرى المحلل السياسي عايد المناع أن تكرار حل البرلمان وإبطاله أثر سلبًا على المواطنين وزاد من شعورهم بالملل والإرهاق.
الاستقرار السياسي المتعثر في الكويت أثر على جاذبية الاستثمار في البلد الذي يعتبر من أكبر منتجي النفط في العالم. تعرقل المواجهات بين السلطة التنفيذية والبرلمان الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لتنويع مصادر الدخل، بينما يسعى جيران الكويت الخمسة الآخرين في مجلس التعاون الخليجي لتنويع اقتصاداتهم وجذب المستثمرين الأجانب.
يظل الأمير نواف الأحمد الصباح، البالغ من العمر 85 عامًا، غائبًا عن الحياة السياسية لفترة طويلة، ويتولى ولاية العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مهامه.