في كثير من العلاقات، قد يختلط الحب بالتعلق العاطفي، ما يؤدي إلى ارتباطات غير مستقرة، يسودها القلق والتوتر بدلاً من الأمان والدعم. وبينما يبدو الأمر في ظاهره مشاعر قوية، فإن التفرقة الدقيقة بين الحب الناضج والتعلق القائم على الاحتياج يمكن أن تغير فهمنا بالكامل لطبيعة العلاقة التي نعيشها.
الحب الحقيقي يمنح الطمأنينة والنمو، بينما التعلق العاطفي ينبع من الخوف والنقص

الحب الحقيقي هو شعور متزن يقوم على الاحترام والثقة والدعم المتبادل. هو الرغبة في سعادة الطرف الآخر حتى إن لم يكن وجودك جزءًا من تلك السعادة. في هذا النوع من الحب، لا تخشى الفقد، بل تشعر بالأمان والطمأنينة، لأن العلاقة لا تقوم على السيطرة، بل على الحرية والتفاهم.
أما التعلق العاطفي، فهو غالبًا ما ينبع من شعور داخلي بالنقص، حيث يعتمد الشخص على شريكه لتأكيد قيمته الشخصية أو شعوره بالأمان. في هذه الحالة، تسيطر الغيرة والخوف من الفقد على العلاقة، فتتحول إلى عبء نفسي، مليء بالتوتر ومحاولات السيطرة والامتلاك بدافع الخوف.
تأثير كل منهما على العلاقة واضح: الحب يُشجّع على النمو الشخصي، ويدعم الطموح والاستقلال، في حين أن التعلق يخلق حالة من التبعية والانغلاق، ويُضعف الطرفين نفسيًا وعاطفيًا.
لفهم الفرق بين الحب والتعلق، يجب أن تبدأ الرحلة من الداخل. اسأل نفسك: هل أشعر بالقوة والطمأنينة أم بالقلق والاحتياج؟ فكلما أحببت نفسك، كنت أقدر على بناء علاقة صحية تقوم على العطاء، لا على الخوف من الوحدة أو الهجر.