شهدت سماء الفاتيكان، مساء اليوم الأربعاء، تصاعد الدخان الأسود من مدخنة كنيسة سيستين، معلناً عدم توصل الكرادلة المجتمعين إلى توافق حول انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، في الجولة الأولى من التصويت ضمن المجمع المغلق.
وجاء إطلاق الدخان الأسود، وهو إشارة تقليدية تستخدم للدلالة على فشل الجولة الانتخابية، بعد أن أخفق أي من المرشحين في الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة من أصوات الكرادلة الناخبين، وعددهم 133 من 70 دولة حول العالم.
ومن المقرر أن تُستأنف غداً الخميس إجراءات التصويت، مع عقد أربع جولات اقتراع جديدة في محاولة للتوصل إلى اتفاق على خليفة للبابا السابق.
ويُعد كل من الكاردينال بييترو بارولين، وزير خارجية الفاتيكان، والكاردينال الفلبيني لويس أنطونيو تاجلي من أبرز الأسماء المطروحة لخلافة الكرسي الرسولي.
في غضون ذلك، أفاد بيان صادر عن الفاتيكان بأن نحو 45 ألف شخص احتشدوا في ساحة القديس بطرس لمتابعة اللحظة الحاسمة في مجريات انتخاب الحبر الأعظم، في مشهد يعكس الترقب العالمي لهذا الحدث التاريخي.
ويُعد انتخاب البابا من أقدم الطقوس الكنسية، إذ يعود تنظيمه الرسمي إلى القرن الثالث عشر مع البابا غريغوريوس العاشر، الذي وضع أسس المجمع المغلق خلال مجمع ليون الثاني عام 1274، بعد فترات طويلة من التأخير والفوضى في اختيار الباباوات.
ومنذ ذلك الحين، أصبح التصويت يتم بسرية تامة داخل كنيسة سيستين، حيث يُطلب من كل كاردينال أن يكتب اسم المرشح على ورقة اقتراع، وتُحرق الأوراق بعد كل جولة، ليعلن الدخان الأسود فشل التصويت، أو الأبيض في حال انتخاب بابا جديد.