يعتقد علماء الآثار أنهم نجحوا أخيرًا في تحديد موقع القصر الأسطوري المفقود للملك هارولد جودوينسون، آخر ملوك إنجلترا الأنجلو ساكسونيين، وذلك بفضل مرحاض قديم!
كيف تم اكتشاف الموقع؟
وفقًا لموقع Interesting Engineering، اشتبه الباحثون منذ فترة طويلة في أن ممتلكات الملك كانت تقع في بوشام، غرب ساسكس. لكن دليلًا جديدًا ظهر ليؤكد صحة هذه الفرضية، وذلك بعد إعادة فحص مشروع تنقيب أجري سابقًا في عام 2006.
خلال هذا التنقيب، حدد فريق من جامعة نيوكاسل وجامعة إكستر وجود مبنيين من العصور الوسطى، أحدهما يحتوي على مرحاض. وبالنظر إلى أن المراحيض الداخلية كانت ميزة نادرة في إنجلترا خلال القرن العاشر الميلادي، ومقتصرة على الأثرياء والنخبة، أصبح من المرجح أن العقار كان ملكًا لشخصية مرموقة، وهو ما أكد أنه يعود للملك هارولد.
لماذا يعد المرحاض دليلًا هامًا؟
في الماضي، لم يكن وجود مرحاض داخلي دليلًا كافيًا على هوية مالك العقار، لكن اليوم، يعتبره علماء الآثار مؤشرًا واضحًا على الإقامة الملكية. فقد كان من غير المعتاد في ذلك العصر أن تحتوي المنازل على مراحيض داخلية، إلا إذا كانت مملوكة للنبلاء أو الملوك.
وقال الدكتور دنكان رايت، المتخصص في علم آثار العصور الوسطى بجامعة نيوكاسل:
“تأكد لنا أن الحفريات التي أجريت عام 2006 كشفت عن حمام داخلي أنجلو ساكسوني، مما يؤكد أن هذا الموقع كان مسكنًا للنخبة قبل الغزو النورماندي. وبناءً على هذه الأدلة وغيرها، يمكننا القول إننا عثرنا على مركز القوة الخاص بالملك هارولد جودوينسون”.
من هو الملك هارولد؟
حكم الملك هارولد إنجلترا لمدة 9 أشهر فقط قبل أن يُقتل في معركة هاستينجز عام 1066، والتي أنهت حقبة الحكم الأنجلو ساكسوني وجلبت النورمانديين إلى السلطة بقيادة ويليام الفاتح.
ويظهر الملك هارولد في نسيج بايو الشهير، وهو نسيج مطرز يصور الأحداث التاريخية، بما في ذلك لحظاته الأخيرة في المعركة التي غيرت تاريخ إنجلترا بالكامل.