صدر حديثًا عن منصة “كتبنا” للنشر الشخصي كتاب “السلفيون في مصر” من تأليف الباحثين كامل كامل وهشام النجار، يتناول فيه المؤلفان التيار السلفي في مصر من زاوية تحليلية نقدية، مستعرضَين مساره الفكري والتنظيمي، وتفاعلاته مع السلطة والمجتمع، لا سيما في أعقاب ثورة 25 يناير 2011.
يأتي الكتاب ضمن تصنيف الدراسات الفكرية والسياسية، ويندرج ضمن أدبيات نقد الحركات الإسلامية، مركّزًا بشكل خاص على التيار السلفي باعتباره أحد أبرز الفاعلين في المشهد الديني والسياسي المصري المعاصر. ويؤكد المؤلفان منذ البداية أن هدفهما ليس إصدار أحكام نهائية أو تبني موقف منحاز، بل تقديم قراءة تحليلية تضع الوقائع أمام القارئ ليتأملها ويفكر فيها.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة محاور رئيسية:
1. الجذور الفكرية والتنظيرية: يناقش هذا الجزء الأسس الأيديولوجية للتيار السلفي، معتبرًا أن خطابه يتسم بالجمود النصي والعداء للمظاهر الحضارية. وجاء فيه: “السلفية مشروع ضد الحضارة.. تعادي الفنون وتشكك في أي شكل من أشكال التعبير الجمالي بدعوى أنها محدثات وبدع.”
2. التحول من الدعوة إلى السياسة: يرصد الكتاب مرحلة ما بعد الثورة حين قرر السلفيون دخول الحياة السياسية، ويصفها بأنها تجربة “ناقصة النضج، خالية من البوصلة الفكرية”، مشيرًا إلى تحالفاتهم السياسية المتقلبة، وانقسامهم الداخلي بين من أراد البقاء كتيار دعوي ومن فضّل الانخراط في السلطة.
3. البنية الفكرية ومأزق المجتمع: يسلط المؤلفان الضوء على ما وصفاه بحالة من “العزلة الشعورية” التي يعانيها بعض المنتمين إلى التيار السلفي، والتي انعكست في خطاب ديني رافض للحداثة والعلم والفن والمشاركة المجتمعية.
وفي ختام هذا العمل، يطرح المؤلفان رؤية تحاول تفكيك بنية التيار السلفي دون التعميم، مع الإقرار بتعقيدات الواقع المصري وتعدد مستويات الانتماء داخل هذا التيار، في محاولة لتقديم فهم أعمق لتأثيراته في المشهد العام.
كامل كامل صحفي مصري بدأ مسيرته عام 2008 في جريدة “الأحرار”، وتنقل بين عدد من الصحف المصرية. شغل منصب مسؤول ملف الإسلام السياسي في “اليوم السابع” بين 2011 و2018، وغطى اعتصامي رابعة والنهضة لحظيًا. له أرشيف صحفي يتجاوز 30 ألف عمل، ويشغل حاليًا منصب رئيس القسم السياسي في “اليوم السابع”
هشام النجار كاتب صحفي وأديب مصري بجريدتي الأهرام والعرب اللندنية، ومقدم برنامج “الخلاصة” المعني بالشأن الثقافي والفكري. كرّمته كلية الدفاع الوطني عام 2023 بلقب “قائد وطني متميز”. له عدد من الكتب والدراسات في قضايا الإسلام السياسي والتطرف، منها: “داعش السكين التي تذبح الإسلام”، “المصالحة بين الإسلام والفن”، و*“جحيم الإرهاب المحلي”*، بالإضافة إلى أعمال أدبية مثل رواية “انظروا إلينا نرقص” (2024)