أشاد السفير الألماني في القاهرة، يورجن شولتس، بالدور المحوري الذي تلعبه مصر في تحقيق الاستقرار الإقليمي، واصفًا إياها بـ”صوت العقل ومرساة الاستقرار” في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد أزمات وتوترات متلاحقة على حدودها وفي محيطها الإقليمي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده شولتس، اليوم الخميس، حيث أكد أن مصر تتعامل بشجاعة ومسؤولية مع عدد من التحديات الخطيرة، بدءًا من الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مرورًا بالتوترات المزمنة في ليبيا، ووصولًا إلى الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، والصراع الدامي الدائر في السودان.
وأوضح السفير أن بلاده ترى في القاهرة شريكًا لا غنى عنه في الجهود الرامية لاحتواء أزمات المنطقة، مؤكدًا أن التنسيق الوثيق مع مصر سيظل عنصرًا أساسيًا في السياسة الألمانية بالشرق الأوسط، خصوصًا في ملف غزة، الذي تلعب فيه مصر دورًا رئيسيًا بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة للوصول إلى وقف لإطلاق النار يمهّد لعملية سلام أوسع.
وأكد شولتس أن بلاده تدعم المبادرة المصرية-العربية-الإسلامية باعتبارها تمثل إطارًا سياسيًا متكاملًا لإنهاء الصراع، مشددًا على أهمية الحل السياسي كمسار وحيد لتخفيف معاناة الفلسطينيين وفتح أفق حقيقي للسلام. وأضاف: “نحن ضد الحصار، ضد الاحتلال، وضد التهجير القسري، وضد فرض حلول من طرف واحد”.
وفي السياق ذاته، لفت السفير إلى أن ألمانيا زادت من حجم مساعداتها الإنسانية الموجهة لقطاع غزة، مؤكدًا أنه زار مطار العريش مرتين للإشراف على تسليم الشحنات، وأن ما يصل من مساعدات ما يزال أقل بكثير من الاحتياج الحقيقي، في ظل كارثة إنسانية متفاقمة.
وفي ختام تصريحاته، شدد شولتس على تمسك بلاده بحل الدولتين كطريق وحيد للسلام، وعلى دعمها لإطلاق سراح كافة الأسرى، بمن فيهم المواطنون الألمان، منددًا بأي عمليات عسكرية لا تلتزم بالقانون الدولي، ومشددًا على أن حماية المدنيين يجب أن تبقى أولوية مطلقة.