ثمّن السفراء العرب في لقائهم السنوي الدوري في مقر الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، جهود المنظمة العربية في تخفيف معاناة ضحايا الكوارث، مشيرين إلى أن صندوق “آركو للطوارئ والإغاثة سيكون له دور فاعل في دعم الاستجابة الإنسانية للمتضررين من أي أزمات قد تحصل في المنطقة العربية.
وأكد أمين عام المنظمة الدكتور صالح بن حمد التويجري، على أهمية تضافر الجهد الحكومي مع جهود هيئات وجمعيات الهلال والصليب الأحمر في الدول، كون الأخيرة تعمل مساندة للجهد الحكومي من جانب، ومن جانب آخر تمثل الذراع الإنساني للدولة الذي يمتد إلى الخارج، سواء في أعمال الإغاثة المباشرة، أو في المحافل الإنسانية، وما يتعلق بالاتفاقات الدولية ذات العلاقة بالقانون الدولي الإنساني، والتعامل مع بقية مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والذي هو اليوم أشد حاجة عن ذي قبل نظراً لزيادة وتيرة وحدة الكوارث المتنوعة التي تتعرض لها عديد من الدول العربية.
وقال: الوضع في غزة لا زال صعباً للغاية؛ يشهد انتهاكات إسرائيلية جسيمة للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات والمواثيق والأعراف الدولية؛ وكان لمصر الدور الفاعل في تيسير المساعدات وشحنها وإيصالها إلى المتضررين في القطاع؛ وخاطر منسوبو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بحياتهم من أجل تخفيف معاناة المتضررين من القصف الجائر وتقديم المساعدات لهم؛ وتعرضت سيارات الاسعاف التابعة للجمعية وطواقمها الطبية للاعتداء مما اصيب العديد منهم وأستشهد آخرون، وكذا تعرض العديد من المنشآت الصحية للقصف العشوائي الموجه؛ وتهدمت منازل عديدة، وبسبب هذا القصف أصبح عدد المهجرين نحو 1.5 مليون شخص، وأصيب 35 ألف، و توفي 16 ألف شهيد؛ هذه الجرائم تقع تحت نظر العالم بأجمعه دون أن يتحرك لوضع حد لهذه التجاوزات والانتهاكات للقانون الدولي الإنساني؛ مضيفاً أن المركز العربي للقانون الدولي الإنساني في المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر شكّل لجنة من الخبراء القانونيين العرب لتوثيق انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؛ وستصدر لجنة الخبراء تقريراً موثقاً تبرز فيه هذه الجرائم الشنيعة، وسيتم تقديمه إلى المحاكم الدولية المختصة من أجل محاكمة المجرمين؛ ووضع حد نهائي لهذه الجرائم الإنسانية في المستقبل.
كما شهدت عدد من الدول العربية كوارث طبيعية متنوعة، وبعضها كوارث معقدة تزامن حدوثها في وقت واحد؛ وتفاعلت المنظمة العربية مع الوضع الإنساني الذي خلفته تلك الكوارث من خلال المركز العربي للاستعداد للكوارث الذي عرض تقريراً عن كوارث على مدى العشر سنوات الأخيرة، وجهود المنظمة العربية في التخفيف من تلك الكوارث الإنسانية ووقعها على السكان المدنيين؛ وبين د. التويجري العمل المشترك مع جامعة الدول العربية، قائلاً: “بحثت مع أمين جامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط آليات تعزيز حماية المجتمعات العربية من الكوارث الطبيعية والتخفيف من تداعياتها؛ وذلك بتحديث خطط الكوارث الوطنية لكل دولة، وعقد اجتماع تحت مظلة جامعة الدول العربية بهدف تعزيز كيفية التنبؤ بالكوارث والتعامل معها، لتطوير نظم الإنذار المبكر ورفع مستوى الاستعداد للكوارث”.
وعلى مستوى تنسيق العمل الإقليمي والدولي أوضح د. التويجري أن المنظمة العربية عضو مراقب دائم في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة، وفي جامعة الدول العربية، وهي عضو رئيس في لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك.
والأمانة العامة للمنظمة عضو مراقب في الاجتماعات الدستورية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومن خلال ذلك تعمل على تحقيق تواجد عربي في المناصب العليا للحركة الدولية، فأمامنا في الأسبوع القادم انتخابات لشغل منصب رئيس الإتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر، وهناك مرشح عربي من بين المتنافسين الأربعة لشغل هذا المنصب، ذلك هو الدكتور رامي الناظر – الرئيس التنفيذي لجمعية الهلال الاحمر المصري، حيث ستجرى الانتخابات في جنيف يوم 11 ديسمبر 2023م؛ وقد عملنا منذ فترة على حشد الأصوات لصالحه، ونأمل ان يعمل الجميع لدعم المرشح العربي في التصويت القادم.
وخاطب “د. التويجري” السفراء قائلاً: أطلقت المنظمة العربية “صندوق آركو للطوارئ والإغاثة” ويحتاج إلى دعم الحكومات العربية لضمان استمراريته في تخفيف المعاناة الإنسانية الناتجة عن الكوارث في دول المنطقة العربية، حيث الاستجابة في الساعات الأولى تحقق نتائجاً أفضل وأسرع لمساعدة ضحايا الكوارث.
من جهته ثمّن عميد السلك الدبلوماسي في المملكة السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية جيبوتي السفير ضياء الدين سعيد بابمخرمة، الجهود الملموسة للمنظمة في مجال العمل الإنساني؛ وقال: “تواصل المنظمة جهودها المتميزة في خدمة العمل الإنساني وتخفيف المعاناة الإنسانية للمتضررين من الأزمات والكوارث”، ومتطلعاً إلى لقاءات أخرى للوقوف على نشاط هذه المنظمة وما أنجزته من أعمال لتخفيف أضرار الكوارث في عدد من دول المنطقة العربية، وثمّن حراك المركز العربي للاستعداد للكوارث في التنبؤ بالكوارث؛ كما ثمّن جهود المركز العربي للقانون الدولي الإنساني في رصد الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين الدولية في غزة؛ مضيفاً أن صندوق “آركو” للطوارئ والاغاثة يعد خطوة موفقة لتوفير الدعم للمتضررين من الأزمات، مؤكداً أهمية استمرار جهود الأشقاء العرب في تعزيز الاستجابة الإنسانية للمتضررين من القصف الإسرائيلي الجائر في غزة، مؤيداً فكرة اجتماع للرصد والتنبؤ بالكوارث تحت مظلة جامعة الدول العربية؛ مؤكداً على أهمية المركز العربي للاستعداد للكوارث في المنظمة في هذا الشأن، وشدد على أهمية دعم ترشيح د. رامي الناظر لرئاسة الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، متطلعاً إلى أن يتقلد عربي مسلم زمام هذا المنصب الإنساني الرفيع.
من جانبها أكدت سفيرة جمهورية العراق لدى المملكة صفية طالب السهيل، أهمية المركز العربي للاستعداد للكوارث، واستمرار التنسيق والتواصل مع السفارات العربية لدعم لنشاطاته المتميزة؛ والتواصل مع الأمانة العامة للمنظمة العربية على المستوى الإنساني والدبلوماسي؛ وقالت: نسعد أن يرتب وفد من السفارة العراقية زيارة قريبة إلى الأمانة العامة للمنظمة العربية من أجل تعزيز التواصل.
وعقب أمين عام المنظمة، مؤكداً أهمية دور ضباط الاتصال في السفارات للتواصل مع المركز العربي للاستعداد للكوارث خاصة وأنه يصدر تقارير عن الأوضاع الإنسانية في البلدان العربية التي تعاني من أزمات إنسانية.
من جانبه ثمّن السفير الأردني هيثم أبو الفول، ما تقدمه المنظمة العربية من مجهودات في العمل الإنساني، في الجانب الإغاثي المباشر، وفي رصد هذه الانتهاكات الشنيعة للقانون الدولي الإنساني الذي تمارسه قوة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؛ وقال: نتطلع لوضع معايير موحدة لرفض الكيل بمكيالين نحو هذه الانتهاكات، والتصدي لمحاولة تجاهلها، وعبر عن إعجابه بفكرة إنشاء صندوق المنظمة للطوارئ والإغاثة؛ وفي سياق العمل الدولي، أكد على ضرورة مضاعفة الجهود لدعم فوز الدكتور رامي الناظر لرئاسة الاتحاد الدولي.
من جهته أكد سفير سلطنة عمان لدى المملكة فيصل بن تركي آل سعيد أهمية التطوع ودوره في تنمية المجتمعات العربية؛ وتعزيز الاستجابة للكوارث، وطالب بفتح مجالات أوسع للشباب للانخراط في العمل التطوعي؛ وأقترح تشكيل لجنة عربية في القاهرة تحت مظلة جامعة الدول العربية تعقد لقاء سنوياً لشرح مفهوم العمل التطوعي وتعزيزه؛ مع إطلاق منصات لتعزيز مفهوم العمل التطوعي.
من جانبه أكد السفير الكويتي لدى المملكة الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد الصباح، استمرار مساعدة بلاده للمحتاجين، وقال: لن نتوقف عن تقديم الدعم لضحايا الكوارث في كل الدول العربية، وأشار إلى أهمية التقارير الصادرة عن المركز العربي للاستعداد للكوارث ليتعرف الجميع على ما يحدث من كوارث.
من جانبه أكد القائم بالأعمال في السفارة الليبية أ. فاتح بوشينة، ضرورة تزويد السفارات بتقارير دورية عن الكوارث التي تحدث في الدول العربية، مع التصدي لها بآليات الإنذار المبكر وتوعية المواطنين بكيفية تفادي أضرارها، وأقترح إعداد نشرات توعوية توزع على الشعوب العربية لتوعيتها بخطورة هذه الكوارث، وأيّد تشكيل لجنة لرصد الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، مؤكداً على ضرورة مطالبة المحكمة الجنائية الدولية لتجريم الانتهاكات الشنيعة في غزة.
وقال السفير أحمد فاروق، سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة، في تصريح بختام لقاء السفراء العرب: “إننا نعاني هذه الفترة في المنطقة العربية من عدة كوارث إنسانية سواء طبيعية أو من فعل الإنسان”؛ مضيفاً شهدنا هذا العام كوارث في ليبيا والمغرب وسوريا، ونشهد حاليا الكارثة الإنسانية التي تنافي كافة القوانين الدولية والإنسانية في غزة، ونستطيع القول إننا في المنطقة العربية نحتل المرتبة الأولى بين العالم في الكوارث.
وقال: إن الاستجابة للنداءات الإنسانية تمثل أهمية كبيرة من أجل تخفيف التداعيات الإنسانية للمتضررين من الكوارث، ونشير هنا إلى أن الدول العربية تبذل ما في وسعها سواء كانت تتمتع بقدرات اقتصادية، أو تلك التي ذات القدرات الاقتصادية المحدودة، كلها تستجيب وتبذل ما في وسعها للحد من الكوارث، وللتخفيف من آثارها في حال حدوثها.
وأشاد كل من السفير الفلسطيني باسم الأغاء؛ السفير اللبناني فوزي كبارة؛ السفير الإماراتي راشد بن سيف الظاهري؛ الملحق بسفارة الجزائر حمزة سالم؛ السفير الصومالي أويس حاجي يوسف؛ المستشار في السفارة القطرية حسن بن منصور الخاطر؛ الوزير المفوض في السفارة المغربية عبدالله الكهيا؛ القائم بالأعمال الموريتاني محمدن أبود؛ ولبنى السراج الملحق بوزارة الخارجية السعودية؛ أشادوا بحراك المنظمة العربية في خدمة العمل الإنساني بالمنطقة؛ وأبدوا اعجابهم بالمركز العربي للاستعداد للكوارث.
وفي ختام اللقاء قام السفراء بزيارة للمركز العربي للاستعداد للكوارث، واستمعوا الى شرح مفصل عن آلية عمله، وعبر الجميع عن تقديرهم لما شاهدوه.