استكملت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، اليوم السبت، توزيع الجداول الزمنية الخاصة بتفويج الحجاج لرمي الجمرات، في إطار جهودها المكثفة لتنظيم حركة ضيوف الرحمن خلال أيام التشريق، بما يضمن تحقيق أعلى معايير السلامة والانسيابية، وتحسين تجربة الحاج في المشاعر المقدسة.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الجداول أُعدت بما يراعي مواقع سكن الحجاج ومسارات تنقلهم، مع اعتماد وسائل النقل المخصصة مثل الحافلات وقطار المشاعر، لضمان تفويج منظم وآمن إلى منشأة الجمرات. وأكدت الوكالة أن الخطة الحالية تأتي استكمالًا للنجاحات التي تحققت في تفويج الحجاج إلى منشأة الجمرات صباح عيد الأضحى، والتي سارت بانسيابية دون تسجيل أي حالات ازدحام تُذكر.
وقد خضعت خطة التفويج لسلسلة من تجارب المحاكاة الدقيقة قبل انطلاق الموسم، شملت سيناريوهات مختلفة من حيث الكثافة المحتملة والتأخيرات الطارئة، مع تدريب الفرق الميدانية على الاستجابة الفورية والتنسيق اللحظي، ما يضمن جاهزيتها الكاملة للتعامل مع مختلف الحالات التشغيلية.
وفي السياق ذاته، كثّفت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد جهودها التوعوية في مشعر منى، حيث وفّرت 11 كبينة توعوية موزعة على مواقع استراتيجية، ضمن منظومتها الميدانية لموسم حج 1446هـ. وتقدّم هذه الكبائن مطبوعات دينية توعوية بعدة لغات عالمية، تهدف إلى تعزيز الوعي الشرعي لدى الحجاج، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وإرشادهم لأداء مناسكهم وفق المنهج المعتدل المستمد من الكتاب والسنة.
كما تُواصل اللجنة الشرعية التابعة للأمانة العامة لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، تنفيذ برامج دعوية وتوعوية مكثفة في مصليات المخيمات بالمشاعر المقدسة، بمشاركة عشرات الدعاة والمترجمين المعتمدين من وزارة الشؤون الإسلامية، انسجامًا مع رسالة المملكة السامية في نشر الوسطية والاعتدال.
ويُسهم الدعاة من خلال محاريب المصليات في توجيه الحجاج وتعليمهم كيفية أداء المناسك وفق هدي القرآن الكريم وسنة النبي محمد ﷺ، مع التأكيد على الطمأنينة والسكينة كعنصر جوهري لإتمام نسك الحج، وإبراز يسر وسماحة الإسلام في العبادات والمعاملات، بما يعزز من قيم الأخوة الإسلامية والانتماء للمنهج الوسطي المعتدل.
تأتي هذه الجهود المتكاملة في إطار حرص المملكة العربية السعودية على تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، بما يحقق تطلعات القيادة في تسهيل مناسك الحج والارتقاء بمستوى التجربة الدينية والروحية للحجاج.