تعرَّضت إيطاليا لحرائق عنيفة أججتها حرارةٌ حارقة، ولم تسلم منها حتى الجزيرة الجميلة صقلية، حيث أودت النيران بحياة خمسة أشخاص على الأقل، وبعد أيامٍ عدة من اندلاع حرائق الغابات الكارثية، اضطُرت أكبر جزيرة في إيطاليا لطلب المساعدة من العاصمة روما لإعلان حالة الطوارئ.
وتعدُّ كنيسة أركاديا ديل كاسال في صقلية أحد أقدم المعالم التاريخية في المنطقة، إذ تمَّ بناؤها في القرن الخامس عشر، لكن الآن، أصبحت هذه المعلمة العريقة رمادًا، بفعل شرارةٍ غاشمةٍ من الحرائق التي اجتاحت المنطقة، وابتلعت النيران الهائجة جمال وقيمة هذه الكنيسة القديمة وأخرجتها من دائرة الحياة.
ولم تكتف الحرائق بتدمير كنيسة أركاديا ديل كاسال فقط، بل أتت على المزيد من الممتلكات التاريخية والسكنية، واجتاحت النيران واجهات المنازل وأضرمت في الممتلكات العامة والخاصة، مما خلَّف آثارًا كارثية وتدميرًا كبيرًا.
وأبدى نيلو موسوميسي، وزير الحماية المدنية والحاكم السابق لصقلية، قلقه البالغ من التأثيرات المدمرة لتغير المناخ في إيطاليا، وحذَّر من أن تقييم الأضرار التي ألحقتها النيران ليس أمرًا سهلاً، إذ لا يُعرف بالضبط حجم الخسائر والدمار الذي نُجِمُّ عن هذه الكارثة، ولكن وفقًا للحماية المدنية، دمر ما يقرب من 340 حريقًا أكثر من 700 هكتار من الغابات في الأيام الأخيرة، وتبيَّن أنَّ الحرارة الشديدة كانت الدافع وراء اندلاع هذه الحرائق المدمرة.