أصدر الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، مرسومًا دستوريًا اليوم الاثنين، يقضي بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء، في خطوة مفاجئة أعقبت تراجع المجلس عن قراره السابق بتعيين السفير دفع الله الحاج علي في المنصب ذاته.
ويُعد تعيين إدريس، صاحب السجل الحافل في المحافل الدولية، إشارة إلى توجه جديد نحو استثمار الكفاءات السودانية ذات البصمة العالمية في مرحلة دقيقة من تاريخ البلاد، تَغلُب عليها التحديات السياسية والأمنية.
مسيرة أممية رفيعة وخبرة قانونية دولية
ينحدر الدكتور كامل إدريس من قرية الزورات شمال دنقلا بمنطقة النوبة في شمال السودان، ويُعتبر أحد أبرز الوجوه السودانية التي حققت حضورًا لافتًا على الساحة الدولية، خصوصًا في مجالات القانون والملكية الفكرية.
حصل إدريس على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من المعهد العالي للدراسات الدولية في جامعة جنيف، إلى جانب بكالوريوس في الفلسفة من جامعة القاهرة، وليسانس في الحقوق من جامعة الخرطوم. كما نال شهادات متقدمة في العلوم السياسية والشؤون الدولية من مؤسسات أكاديمية مرموقة في جنيف.
محطات أكاديمية ودبلوماسية بارزة
شغل إدريس مناصب أكاديمية مرموقة، منها أستاذ الفلسفة والقانون في جامعات الخرطوم والقاهرة وأوهايو الأميركية، كما مُنح لقب أستاذ فخري في القانون من جامعة بكين الصينية.
في المجال الدبلوماسي، بدأ مشواره في السلك الدبلوماسي السوداني برتبة سفير، قبل أن ينضم إلى منظمة الويبو (المنظمة العالمية للملكية الفكرية) عام 1982، حيث تولى لاحقًا منصب المدير العام. وكان عضوًا نشطًا في لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة في فترتين منفصلتين، كما مثّل مجموعة الدول النامية كمنسق ومتحدث رسمي في عدة محافل دولية.
حضور دولي وثقافة متعددة اللغات
يتقن إدريس ثلاث لغات بطلاقة: العربية، الإنجليزية، والفرنسية، إلى جانب إلمامه بالإسبانية، وهو ما ساهم في تعزيز حضوره الدولي وتمثيله الفاعل للسودان في القضايا ذات الطابع القانوني والدبلوماسي.
آمال معلقة على مرحلة جديدة
يُنظر إلى تعيين الدكتور كامل إدريس باعتباره بادرة أمل لإحداث اختراق في المشهد السوداني المتأزم، وسط تطلعات بأن تسهم خبراته الواسعة وعلاقاته الدولية في دعم مسار الانتقال السياسي، واستعادة ثقة السودانيين في مؤسسات الحكم.