تمكن علماء الفلك من اكتشاف ظاهرة نادرة تتضمن خمس مجرات قزمة تقع في ترتيب شبه خطي، يشبه سلسلة من اللآلئ الكونية. تقع هذه المجرات على بعد حوالي 117 مليون سنة ضوئية من الأرض، وتتراص معًا تحت تأثير قوى الجاذبية المتبادلة. وبينما تتفاعل بعض المجرات بشكل متناغم، تشارك مجرات أخرى في قوة جذب تؤثر على بنيتها، مما يتسبب في تجريدها من الغاز والنجوم.
نشرت الدراسة في نوفمبر 2024 في مجلة The Astrophysical Journal Letters، ووفقًا لها، تتمتع هذه المجرات بكتلة منخفضة، إضاءة خافتة، ومحتوى عالٍ من الغاز. على الرغم من حجمها الصغير، تخضع جميع المجرات لتكوين نجمي نشط، وهو أمر غير معتاد لمجرات من هذا النوع في مجموعة مشابهة.
تتميز هذه المجرات بخط شبه مستقيم أو محاذاة شبه مثالية، مما يجعلها اكتشافًا استثنائيًا. وشارك في تحديد هذه المجرات بيانات مسح سلون الرقمي للسماء (SDSS)، إلى جانب بيانات من مسوحات فلكية أخرى.
الخصائص والديناميكيات الفريدة: الكتلة الإجمالية للمجرات الخمس تقدر بنحو 60.2 مليار كتلة شمسية، بينما تصل كتلة المجرة الأكبر، المسماة D2، إلى 275 مليون كتلة شمسية، فيما تعادل كتلة المجرة الأصغر، D4، 14.7 مليون كتلة شمسية.
تم العثور على أقل من 5% من هذه المجرات القزمة مع رفاق قريبين منها، وتظهر ثلاث من هذه المجرات حركة دورانية متزامنة، توصف بأنها “رقصة كونية”، مما يشير إلى تأثيرات بيئية أو أصول مشتركة.
التحديات التي تواجه النماذج الحالية: تؤدي التفاعلات بين بعض المجرات إلى تكوين ذيول مدية من النجوم والغاز، ويتم تشغيل هذه التفاعلات عبر قوى الجاذبية، مما يعزز تكوين النجوم ويغير من أشكال المجرات بمرور الوقت.
يعد هذا الاكتشاف تحديًا للنماذج الحالية للمادة المظلمة الباردة، وخاصة نموذج لامدا، الذي يواجه صعوبة في تفسير ظهور مثل هذه المجموعات الصغيرة المعزولة. يعتبر العلماء هذا الاكتشاف فرصة لتطوير وتحسين فهمهم للتطور الكوني.