في سلسلة قصص الشهداء، تظل تضحيات أبطال الجيش والشرطة محفورة في ذاكرة الوطن، ومن بين هذه القصص المضيئة، تبرز حكاية الشهيد محمد أبو شقرة، الذي وهب حياته فداءً لمصر.
تروي والدته بحزن وفخر كيف كان ابنها يتمنى الشهادة دومًا، وكان دائم الحديث عن منزلتها في الجنة. في الليلة التي سبقت استشهاده، رأت في المنام أنه سينال الشهادة، ولم يمر يوم حتى وصلها الخبر الأليم.
كان أبو شقرة رمزًا للخير والعطاء، حيث تكشف والدته بعد استشهاده أنه كان يكفل الأيتام والمحتاجين في الخفاء، ويرفض الزواج لشعوره بأنه قد يرحل في أي لحظة. حتى في رحلته للعمرة، وقف أمام قبور الشهداء يسأل عن منزلتهم ويدعو الله أن يكون منهم.
رغم ألم الفقد، تؤكد والدته أنها تشعر بوجوده كل يوم، وتتحدث إليه أمام صورته، بل وتحكي مواقف غريبة تؤكد أنه لا يزال حاضرًا بينهم بروحه. وتختم حديثها بعبارات الاعتزاز قائلة: “عزائي الوحيد أنه استشهد من أجل وطنه، وكلما رأيت الاستقرار الذي تعيشه مصر، أحمد الله على استشهاده فداءً لها”.