أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن المنطقة العربية تمر بمرحلة مفصلية وخطيرة في تاريخها الحديث، مشيرًا إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تجاوز كل حدود الوحشية واللا إنسانية، ليصل إلى مرحلة “الجنون المشبع بأوهام توراتية وخطاب عنصري بغيض”.
وفي كلمته خلال المنتدى العربي للتنمية المستدامة المنعقد في العاصمة اللبنانية بيروت، شدد أبو الغيط على أن الهدف من العدوان واضح، ويتمثل في محو القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، تمهيدًا لضم الأراضي دون سكانها، في ظل صمت عالمي وصفه بـ”العار”، بل و”مشاركة البعض في تمهيد الطريق لهذا السيناريو المرفوض قانونياً وأخلاقياً”.
وأضاف أن القضية الفلسطينية تحتل أولوية في القلوب والعقول، لكنها ليست وحدها مصدر القلق، إذ تواجه المنطقة سلسلة من التحديات الكبرى، من بينها تغير المناخ، وندرة المياه، والنزاعات المسلحة، وأزمات اللاجئين، ما أدى إلى إرباك جهود التنمية والتوازن الاقتصادي والاجتماعي في الدول العربية.
ورغم هذه التحديات، أبدى أبو الغيط تفاؤله بوجود إرادة عربية قوية لتحويل الأزمات إلى فرص، مشيرًا إلى أن العديد من الدول العربية قطعت أشواطًا كبيرة في مسيرة التنمية المستدامة، من خلال استراتيجيات ترتكز على تعزيز الطاقة المتجددة، وتحسين التعليم، وتمكين المرأة، ودعم الاقتصاد الأخضر.
وأكد أبو الغيط أن التعاون الإقليمي هو الطريق الأمثل لمواجهة هذه التحديات، مشيرًا إلى التعاون القائم بين جامعة الدول العربية ومنظمات الأمم المتحدة، ولا سيما الإسكوا، لتنسيق السياسات وتعزيز التكامل العربي، خاصة في مجالات الابتكار التكنولوجي، وتمكين الشباب، وتطوير البنية التحتية.
وأشار إلى أهمية وثيقة “قمة المستقبل 2024”، واصفًا إياها بأنها إطار شامل للتعامل مع التحديات التنموية والإنسانية والمناخية على المستوى العالمي، داعيًا إلى الاستفادة منها وربطها بمحاور “رؤية 2045” للمنطقة العربية، لتحقيق الأهداف المنشودة في ظل الأوضاع العالمية الراهنة.