كشفت البعثة المصرية الفرنسية المشتركة العاملة في معابد الكرنك عن مدينة أثرية متكاملة تعود إلى عصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد)، في أقصى الركن الجنوبي الشرقي من المعبد، وهو ثاني كشف أثري هام في المنطقة خلال عام 2025.
وأكدت مصادر أثرية أن أعمال الحفر، التي بدأت في هذا الموقع منذ عام 2021 بإشراف المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK)، أسفرت عن اكتشاف مستوطنة عمالية ضخمة، تُعد من أقدم التجمعات السكنية المرتبطة بالمعبد، إن لم تكن الأقدم على الإطلاق.
🏛️ تفاصيل المدينة المكتشفة:
-
تقع المدينة بين السور القديم من الطوب اللبن الذي شيده الملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة (الدولة الحديثة)، وبين السور الضخم الذي يعود إلى عهد الملك نختنبو الأول من الأسرة الثلاثين.
-
تُظهر الأدلة أن المدينة اُستخدمت واستمرت فعاليتها لأكثر من 1000 عام، وصولًا إلى عصر الدولة الحديثة (حتى 1069 ق.م)، مما يؤكد أهميتها التاريخية والدينية الكبيرة في خدمة معابد الكرنك.
-
المسافة بين المستوطنة ومركز معابد الكرنك الحالية تبلغ نحو 300 متر، مما يشير إلى امتداد كبير لنطاق المعبد عبر العصور، ويعزز الفرضية بأن هذه المدينة كانت جزءًا أصيلًا من النواة القديمة لمعابد الكرنك.
🧱 أهمية الكشف:
يُعد هذا الكشف الأثري تحولًا مهمًا في فهم تطور معابد الكرنك، حيث يسلط الضوء على وجود مدينة متكاملة تضم سكنًا للعمال أو العاملين في خدمة المعبد منذ آلاف السنين، ويوفر بيانات جديدة عن الحياة اليومية والتنظيم الاجتماعي في تلك الحقبة.
وأشار خبراء الآثار إلى أن هذا الكشف سيُعيد تشكيل خريطة معابد الكرنك القديمة، ويؤكد أن تاريخ المعبد أعمق وأوسع جغرافيًا مما كان يُعتقد سابقًا.
🗺️ الكشف الأثري الجديد لا يضيف فقط صفحة جديدة في تاريخ معابد الكرنك، بل يفتح الباب أمام فرضيات أوسع حول النشأة الأولى للمعبد والمدينة المقدسة حوله.